أربعون عاماً من العطاء (من سنة 1978 وإلى الأبد) …
في زمن قل فيه العطاء، وكثرت فيه الأحداث الأليمة وازدادت فيه المشاكل والحروب والاجتياحات والإصابات، خرجت مستشفى علاء الدين إلى النور لتكون من أولى مستشفيات الجنوب وقضاء الزهراني تحديداً التي وضعت نصب عينيها تلبية الحاجات الطبية والصحية الملحة لأبناء المنطقة والمحيط. وشهد العام 1978 ولادة مستشفى علاء الدين العمل بجهود د. حسن علاء الدين ود. اسماعيل علاء الدين والعائلة، ومنذ ذلك الحين وهي في توسع وتطور مستمر، تواكب حاجات المواطنين الملحة والتطور المستمر في المجالات التقنية والعلمية، وتقدم الخدمات الصحية على مدى الحقب التي مرت بها، من اجتياحات إسرائيلية، وحروب أهلية، واستمرت رغم الصعاب ملجأً صحياً ومركزاً طبياً متميزاً ومستمراً بثقة العامة وبجهود الكادر الطبي والتمريضي والإداري.
حينما بدأ العمل، كان عدد الأسرة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، أما الآن فالمستشفى لديها قدرة استيعابية تفوق المائة سرير. أما الأطباء، فقد مر على هذه المستشفى جميع أطباء المنطقة والجوار والمحافظة، لما وجدوا فيها أساليب الراحة وإمكانات العمل والتجهيزات والبيئة الملائمة، ولا تزال المستشفى نقطة البداية والاستمرار لمعظم أطباء المنطقة كونها تفتح الطريق أمام الطاقات الشابة والتقنيات الحديثة، والخبرات الزمنية والتجارب المكتسبة في آنٍ معاً.
في المستشفى طاقم تمريضي مؤهل، يعمل حسب المواصفات المطلوبة من ناحية الأعداد اللازمة في كل قسم، الخبرات المطلوبة، الشهادات المهنية والجامعية الواجب الحصول عليها، ويوجد سعي دائم للتدريب والتطوير والتحسين في الكفاءات والمهارات التمريضية، وقد قامت المستشفى بسد الشواغر التمريضية وتعريف جميع الوظائف وتحديد وصف وظيفي لكل وظيفة تمريضية أو إدارية، يحدد المؤهلات المطلوبة، بالإضافة إلى المهام الموكلة لكل موظف، حتى لا يتقاعس أي موظف عن أداء العمل وحتى لا يكون هناك أي تضارب في الصلاحيات، ما يخلق بيئة متعاونة ترتكز على تقسيم العمل وتحديد الصلاحيات والمسؤوليات والحقوق والواجبات.
ومن الناحية الفنية والتقنية، تعتمد المستشفى على فريق مؤهل وخبير يتألف من ثلاثة مهندسين وعمال صيانة من ذوي الخبرة والكفاءة لتأمين الخدمات الفنية المساعدة من ناحية المعدات الطبية، ومعدات المعلوماتية اللازمة من تجهيزات (hardware) وبرامج (software) تستعمل لمكننة معظم أعمال المستشفى: الإدارية، المالية، الطبية، الخدماتية، الطبية المساعدة، التمريضية، الصيدلية، ومن ناحية الصيانة العامة من كهرباء وماء وتدفئة وتبريد وتمديدات الغاز.
الأقسام الطبية…
شهدت الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مستوى الأقسام الطبية، وهو مشروع مستمر يتحسن يوماً بعد يوم، ويشكل الشغل الشاغل للإدارة، فجرى تحديث الكادر الطبي في قسم الطوارئ عبر الاستعانة بأطباء طوارئ متخصصين لتغطية الدوام 24/24، وتطوير نظام الدخول والكادر التمريضي في القسم، كما جرى تجهيز وتطوير غرف العمليات والتخدير والتعقيم. أما قسم العناية الفائقة فقد أعطته الإدارة الأولوية الكبيرة وقد ظهر ذلك جلياً في النقلة النوعية من السابق للحاضر، عبر التعاقد مع طبيب متخصص متفرغ للقسم، ومسؤول كفوء يدير القسم، وتأمين جميع التجهيزات والمعدات اللازمة لأداء العمل ووضع أنظمة عمل جديدة وتطبيق معايير الدخول الصحيحة حيث يحصل على خدمات العناية المريض المستحق لها فقط، بالإضافة التجهيز الكافي لقسم عناية الأطفال الحديثي الولادة، بالإضافة لوجود قسم خاص للتنظير، وقسم لتفتيت الحصى، وتمييل القلب والشرايين، والعيادات الخاصة.
والأقسام الإدارية أيضاً…
دأبت إدارة المستشفى على إكمال جميع الحلقات في هيكلها التنظيمي عبر ملأ جميع الشواغر الإدارية والتي لا تعطى أهمية عادة في المستشفيات التي تبغي الربح فقط، فبالإضافة إلى قسم الإدارة المالية الذي يرأسه ويعمل فيه أصحاب الشهادات والخبرات، يوجد فريق عمل منفصل لكل من الأقسام التالية: شؤون الموظفين، الإدارة الإدارية ومجلس الإدارة، الجودة، الصحة والسلامة المهنية، سلامة المريض، إدارة الخدمات الفندقية (مدير خدمات، أخصائية تغذية وطباخين ومساعدين، مسؤول قسم الغسيل وموظفيه، الخدمات البيئية، إدارة النفايات)، سلامة الحريق وغيرها.
وفي الختام…
إن كل ما ذكر هو نتيجة ثقة الجمهور، وإصرار مالكي المستشفى على العمل ضمن الظروف الضاغطة الموجودة، والهم الأساس هو تأمين بيئة استشفائية لأهالي المنطقة تجنبهم البحث عنها في المدينة المكتظة والغريبة، ونقل الخبرات الطبية إلى المريض وليس العكس، والاهتمام الأكبر الآن هو سلامة المريض والإحاطة بعلاجه لكي يخرج من المستشفى مستعيداً كافة وظائفه الحياتية، حيث أن عكس ذلك لا ينفعه من أي تجهيز أو أقسام إدارية أو خدماتية أو مساعدة.